الأحد، 5 يناير 2014

&* الـنـــفـــــــاق *&


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

درسنا لهذا اليوم عن النفاق وأنواعه أعاذنا الله تعالى منه ..

 النفاق لغة :

مصدر نافق ، يُقال : نافق يُنافق نفاقًا ومنافقة ، وهو مأخوذ من النافقاء : أحد مخارج اليربوع   من جحره ؛ فإنه إذا طلب من مخرج هرب إلى الآخر ، وخرج منه ، وقيل : هو من النفق وهو : السِّرُ الذي يستتر فيه.


 
وأما النفاق في الشرع فمعناه :

إظهارُ الإسلام والخير ، وإبطانُ الكفر والشر ؛ سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب ،

ويخرج منه من باب آخر ، وعلى ذلك نبه الله تعالى بقوله : ] إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[[التوبة : 67]

أي : الخارجون من الشرع .

وجعل الله المنافقين شرًّا من الكافرين فقال : ] إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [[النساء : 145]

وقال تعالى : ] إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [[النساء : 142] .

] يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا 

وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)[[البقرة : 9-10]

˜˜˜˜˜˜
 

أنواع النفاق :

========

النفاق نوعان :

النوع الأول / النفاقُ الاعتقادي :

وهو النفاق الأكبر الذي يُظهر صاحبه الإسلام ، ويُبطن الكفر ، وهذا النوع مخرج من الدين

بالكلية ، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار . 
وقد وصَفَ الله أهله بصفات الشر كلها : من الكفر وعدم الإيمان ، والاستهزاء بالدين وأهله ،

والسخرية منهم ، والميل بالكلية إلى أعداء الدين ؛ لمشاركتهم لهم في عداوة الإسلام .
وهؤلاء مَوجودون في كل زمان ، ولا سيما عندما تظهر قوة الإسلام ولا يستطيعون مقاومته في

الظاهر ، فإنهم يظهرون الدخول فيه ؛ لأجل الكيد له ولأهله  في الباطن ؛ ولأجل أن يعيشوا مع

المسلمين ويأمنوا على دمائهم وأموالهم ؛ فيظهر المنافق إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله

واليوم الآخر ؛ وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به ، لا يؤمن بالله ، ولا يؤمن بأن الله

تكلم بكلام أنزله على بشر جعله رسولًا للناس يهديهم بإذنه ، وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه ،
 وقد هتك الله أستار هؤلاء المنافقين ، وكشف أسرارهم في القرآن الكريم ، وجلى لعباده أمورهم ؛

ليكونوا منها ومن أهلها على حذر .

وذكرَ طوائف العالم الثلاث في أول البقرة : المؤمنين ، والكفار ، والمنافقين ، فذكر في المؤمنين

أربع آيات ، وفي الكفار آيتين ، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية ؛ لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم ،

وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله ، فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدًّا ؛ لأنهم منسوبون إليه وإلى

نصرته وموالاته ، وهم أعداؤه في الحقيقة ؛ يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم

وإصلاح ، وهو غاية الجهل والإفساد.

وهذا النفاق الاعتقادي ستة أنواع :

-----------------------------------

1 - تكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم .

2 - تكذيبُ بعض ما جاءَ به الرسول - صلى الله عليه وسلم -

3 - بُغضُ الرسول - صلى الله عليه وسلم -

4 - بغضُ بعض ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم .

5 - المسرَّة بانخفاض دين الرسول - صلى الله عليه وسلم .

 6 - الكراهية لانتصار دين الرسول - صلى الله عليه وسلم .

 

النوع الثاني / النفاق العملي :

وهو عمل شيء من أعمال المنافقين ؛ مع بقاء الإيمان في القلب ، وهذا لا يُخرج من الملة ،  

لكنه وسيلة إلى ذلك ، وصاحبه يكونُ فيه إيمان ونفاق ، وإذا كثر صارَ بسببه منافقًا خالصًا ،

والدليل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( أربعٌ مَنْ كُنَّ فيه كانَ منافقًا خالصًا ، ومن كانت  

فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ؛ إذا اؤتمن خان ، وإذا حدّث كذب ،   

وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر)

 فمن اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع ، فقد اجتمع فيه الشر ، وخلصت فيه نعوت المنافقين ،  

ومَن كانت فيه واحدة منها صار فيه خصلة من النفاق ، فإنه قد يجتمع في العبد خصال خير ،

وخصال شر ، وخصال إيمان ، وخصال كفر ونفاق ، ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما    

قام به من موجبات ذلك .


 
ومنه : التكاسل عن الصلاة مع الجماعة في المسجد ؛ فإنه من صفات المنافقين ، فالنفاق شر ،

وخطير جدًّا ، وكان الصحابة يتخوفون من الوقوع فيه ، قال ابن أبي مليكة : ( أدركت ثلاثين من

أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهم يخاف النفاق على نفسه ) .

˜˜˜˜˜˜
 

الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر :

------------------------------------------

1 - إن النفاقَ الأكبرَ يُخرجُ من الملَّة ، والنفاقَ الأصغر لا يُخرجُ من الملَّة .

2 - إن النفاق الأكبر : اختلاف السر والعلانية في الاعتقاد ، والنفاق الأصغر : اختلاف السر

والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد .

3 - إن النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن ، وأما النفاق الأصغر فقد يصدر من المؤمن .

4 - إن النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه ، ولو تاب فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم .

بخلاف النفاق الأصغر ؛ فإن صاحبه قد يتوب إلى الله ، فيتوب الله عليه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

( وكثيرًا ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق ، ثم يتوبُ الله عليه ، وقد يرد على قلبه بعض

ما يوجب النفاق ، ويدفعه الله عنه ، والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان ، وبوساوس الكفر التي

يضيق بها صدره ، كما قال الصحابة : يا رسول الله ، إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخرّ من

السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به ، فقال : ذلك صريح الإيمان . وفي رواية : ما يتعاظم

أن يتكلم به ، قال : الحمدُ لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة ، أي حصول هذا الوسواس ، مع هذه

الكراهة العظيمة ، ودفعه عن القلب ، هو من صريح الإيمان ) انتهى .

 وأما أهل النفاق الأكبر ، فقال الله فيهم : ] صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ [[البقرة : 18]

أي : إلى الإسلام في الباطن ، وقال تعالى فيهم :

] أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ [[التوبة : 126]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وقد اختلف العلماءُ في قبول توبتهم في الظاهر ؛ لكون ذلك لا يُعلم
، إذ هم دائمًا يظهرون الإسلام ).

˜˜˜˜˜˜

السؤال: فضيلة الشيخ ، الأحاديث التي وردت في بيان صفات المنافقين كالكذب والخيانة وإخلاف

الوعد هل معنى أن من فعلها ولو قليلا يكون فيه خصلة من النفاق ، أم المراد من كانت له سجية

وعادة ؟..

الجواب:

من فعلها كانت من خصال النفاق فيه حتى يدعها قال الرسول صلى الله عليه وسلم:                

( حتى يدعها ) فإذا تركها فإنه يبرأ منها أما إذا فعلها ولم يترك .

( موقع فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان) ..

   —˜˜˜˜˜˜

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق