الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
درسنا لهذا اليوم عن النفاق وأنواعه أعاذنا الله تعالى منه ..
مصدر
نافق ، يُقال : نافق يُنافق نفاقًا ومنافقة ، وهو مأخوذ من النافقاء : أحد مخارج اليربوع
من جحره ؛ فإنه إذا طلب من مخرج هرب إلى الآخر ، وخرج منه ، وقيل : هو من النفق وهو
: السِّرُ الذي يستتر فيه.
وأما النفاق في الشرع فمعناه :
إظهارُ
الإسلام والخير ، وإبطانُ الكفر والشر ؛ سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب ،
ويخرج منه من باب آخر ، وعلى ذلك نبه الله تعالى بقوله : ] إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[[التوبة : 67]
ويخرج منه من باب آخر ، وعلى ذلك نبه الله تعالى بقوله : ] إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[[التوبة : 67]
أي :
الخارجون من الشرع .
وجعل
الله المنافقين شرًّا من الكافرين فقال : ] إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي
الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [[النساء
: 145]
وقال
تعالى : ] إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي
الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [[النساء
: 142] .
] يُخَادِعُونَ اللَّهَ
وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
(9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)[[البقرة : 9-10]
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)[[البقرة : 9-10]
أنواع النفاق :
========
النفاق نوعان :
النوع الأول / النفاقُ الاعتقادي :
وهو النفاق
الأكبر الذي يُظهر صاحبه الإسلام ، ويُبطن الكفر ، وهذا النوع مخرج من الدين
بالكلية ، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار .
بالكلية ، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار .
وقد وصَفَ الله أهله بصفات الشر كلها : من الكفر
وعدم الإيمان ، والاستهزاء بالدين وأهله ،
والسخرية منهم ، والميل بالكلية إلى أعداء الدين ؛ لمشاركتهم لهم في عداوة الإسلام .
والسخرية منهم ، والميل بالكلية إلى أعداء الدين ؛ لمشاركتهم لهم في عداوة الإسلام .
وهؤلاء مَوجودون في كل زمان ، ولا سيما عندما
تظهر قوة الإسلام ولا يستطيعون مقاومته في
الظاهر ، فإنهم يظهرون الدخول فيه ؛ لأجل الكيد له ولأهله في الباطن ؛ ولأجل أن يعيشوا مع
المسلمين ويأمنوا على دمائهم وأموالهم ؛ فيظهر المنافق إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر ؛ وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به ، لا يؤمن بالله ، ولا يؤمن بأن الله
تكلم بكلام أنزله على بشر جعله رسولًا للناس يهديهم بإذنه ، وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه ،
الظاهر ، فإنهم يظهرون الدخول فيه ؛ لأجل الكيد له ولأهله في الباطن ؛ ولأجل أن يعيشوا مع
المسلمين ويأمنوا على دمائهم وأموالهم ؛ فيظهر المنافق إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر ؛ وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به ، لا يؤمن بالله ، ولا يؤمن بأن الله
تكلم بكلام أنزله على بشر جعله رسولًا للناس يهديهم بإذنه ، وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه ،
وقد هتك الله أستار
هؤلاء المنافقين ، وكشف أسرارهم في القرآن الكريم ، وجلى لعباده أمورهم ؛
ليكونوا منها ومن أهلها على حذر .
ليكونوا منها ومن أهلها على حذر .
وذكرَ طوائف العالم الثلاث في أول البقرة : المؤمنين ، والكفار ، والمنافقين
، فذكر في المؤمنين
أربع آيات ، وفي الكفار آيتين ، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية ؛ لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم ،
وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله ، فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدًّا ؛ لأنهم منسوبون إليه وإلى
نصرته وموالاته ، وهم أعداؤه في الحقيقة ؛ يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم
وإصلاح ، وهو غاية الجهل والإفساد.
أربع آيات ، وفي الكفار آيتين ، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية ؛ لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم ،
وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله ، فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدًّا ؛ لأنهم منسوبون إليه وإلى
نصرته وموالاته ، وهم أعداؤه في الحقيقة ؛ يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم
وإصلاح ، وهو غاية الجهل والإفساد.
وهذا النفاق الاعتقادي ستة أنواع :
-----------------------------------
1 - تكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم .
2 - تكذيبُ بعض ما جاءَ به الرسول - صلى الله عليه وسلم -
3 - بُغضُ الرسول - صلى الله عليه وسلم -
4 - بغضُ بعض ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم .
5 - المسرَّة بانخفاض دين الرسول - صلى الله عليه وسلم .
النوع الثاني / النفاق العملي :
وهو عمل
شيء من أعمال المنافقين ؛ مع بقاء الإيمان في القلب ، وهذا لا يُخرج من الملة ،
لكنه وسيلة إلى ذلك ، وصاحبه يكونُ فيه إيمان ونفاق ، وإذا كثر صارَ بسببه منافقًا خالصًا ،
والدليل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( أربعٌ مَنْ كُنَّ فيه كانَ منافقًا خالصًا ، ومن كانت
فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ؛ إذا اؤتمن خان ، وإذا حدّث كذب ،
وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر)
لكنه وسيلة إلى ذلك ، وصاحبه يكونُ فيه إيمان ونفاق ، وإذا كثر صارَ بسببه منافقًا خالصًا ،
والدليل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( أربعٌ مَنْ كُنَّ فيه كانَ منافقًا خالصًا ، ومن كانت
فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ؛ إذا اؤتمن خان ، وإذا حدّث كذب ،
وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر)
ومَن كانت فيه واحدة منها صار فيه خصلة من النفاق ، فإنه قد يجتمع في العبد خصال خير ،
وخصال شر ، وخصال إيمان ، وخصال كفر ونفاق ، ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما
قام به من موجبات ذلك .
ومنه
: التكاسل عن الصلاة مع الجماعة في المسجد ؛ فإنه من صفات المنافقين ، فالنفاق شر ،
وخطير جدًّا ، وكان الصحابة يتخوفون من الوقوع فيه ، قال ابن أبي مليكة : ( أدركت ثلاثين من
أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهم يخاف النفاق على نفسه ) .
وخطير جدًّا ، وكان الصحابة يتخوفون من الوقوع فيه ، قال ابن أبي مليكة : ( أدركت ثلاثين من
أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهم يخاف النفاق على نفسه ) .
الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر :
------------------------------------------
1 - إن
النفاقَ الأكبرَ يُخرجُ من الملَّة ، والنفاقَ الأصغر لا يُخرجُ من الملَّة .
2 - إن
النفاق الأكبر : اختلاف السر والعلانية في الاعتقاد ، والنفاق الأصغر : اختلاف السر
والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد .
والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد .
3 - إن
النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن ، وأما النفاق الأصغر فقد يصدر من المؤمن .
4 - إن
النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه ، ولو تاب فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم
.
بخلاف النفاق الأصغر ؛ فإن صاحبه قد يتوب إلى الله ، فيتوب الله عليه .
بخلاف النفاق الأصغر ؛ فإن صاحبه قد يتوب إلى الله ، فيتوب الله عليه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
( وكثيرًا ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق ، ثم يتوبُ الله عليه
، وقد يرد على قلبه بعض
ما يوجب النفاق ، ويدفعه الله عنه ، والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان ، وبوساوس الكفر التي
يضيق بها صدره ، كما قال الصحابة : يا رسول الله ، إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخرّ من
السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به ، فقال : ذلك صريح الإيمان . وفي رواية : ما يتعاظم
أن يتكلم به ، قال : الحمدُ لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة ، أي حصول هذا الوسواس ، مع هذه
الكراهة العظيمة ، ودفعه عن القلب ، هو من صريح الإيمان ) انتهى .
ما يوجب النفاق ، ويدفعه الله عنه ، والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان ، وبوساوس الكفر التي
يضيق بها صدره ، كما قال الصحابة : يا رسول الله ، إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخرّ من
السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به ، فقال : ذلك صريح الإيمان . وفي رواية : ما يتعاظم
أن يتكلم به ، قال : الحمدُ لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة ، أي حصول هذا الوسواس ، مع هذه
الكراهة العظيمة ، ودفعه عن القلب ، هو من صريح الإيمان ) انتهى .
أي :
إلى الإسلام في الباطن ، وقال تعالى فيهم :
] أَوَلَا يَرَوْنَ
أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا
يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ [[التوبة
: 126]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وقد اختلف العلماءُ في قبول توبتهم في
الظاهر ؛ لكون ذلك لا يُعلم
، إذ هم دائمًا يظهرون الإسلام ).
السؤال: فضيلة الشيخ ، الأحاديث التي وردت في بيان صفات المنافقين كالكذب
والخيانة وإخلاف
الوعد هل معنى أن من فعلها ولو قليلا يكون فيه خصلة من النفاق ، أم المراد من كانت له سجية
وعادة ؟..
الوعد هل معنى أن من فعلها ولو قليلا يكون فيه خصلة من النفاق ، أم المراد من كانت له سجية
وعادة ؟..
الجواب:
من فعلها كانت من خصال النفاق فيه حتى يدعها قال الرسول صلى الله عليه
وسلم:
( حتى يدعها ) فإذا تركها فإنه يبرأ منها أما إذا فعلها ولم يترك .
( حتى يدعها ) فإذا تركها فإنه يبرأ منها أما إذا فعلها ولم يترك .
( موقع فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان) ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق