الأحد، 8 نوفمبر 2015

انتقاء من كتاب : ( تدبر سورة يوسف ) تهذيب ( آيات للسائلين ) .. للشيخ د/ ناصر العمر ..




= في سورة يوسف تلازم شديد بين الشدة والفرج من أول السورة إلى آخرها، ونحن
بمسيس الحاجة إلى بث الأمل في الأمة، ففي السورة دعوة للتفاؤل وحسن الظن بالله
تعالى، والناس بحاجة إلى من يبث تلك الروح في نفوسٍ كَسَرَ بعضَها واقعُ كثير من 
المسلمين ..
كما أن فيها معالجة لثالوث خطير، كل واحد من أقطابه مهلَكة، وقد منعت السورة
بمجموعها من دخولها : التنازل، والاستعجال، واليأس .


= تحتوي سورة يوسف على قواعد وأصول في السياسة الشرعية، التي نفتقر إليها كثيراً
في هذا العصر :
في الشورى .. في التخطيط .. في بُعد النظر .. في التعامل مع الكافر ..
في العدل الذي هو أساس قيام الدول .. وغير ذلك .


= وقت نزولها : نزلت بعد سورة هود عليه السلام، وقد نزلت في فترة حرجة من تاريخ
الدعوة في العهد المكي، بين عام الحزن وبيعة العقبة الأولى، حيث اشتد أذى قريش في
هذه المدة على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، حتى إن النبي صلى
الله عليه وسلم أذن لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة، فنزلت هذه السورة تسلية للنبي صلى
الله عليه وسلم ولصحابته، وتبشيراً لهم بالفرج بعد الشدة، وبالتمكين بعد التضييق، كما
حدث ليوسف عليه السلام .



= كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ بسورة يوسف في الفجر ..
وفي حديث عبدالله بن شداد بن الهاد قال : سمعت نشيج عمر بن الخطاب في صلاة 
الصبح وهو يقرأ من سورة يوسف وأنا في آخر الصفوف، يقرأ :
] إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّه ..( 86) [ 
وتخصيصه رضي الله عنه لها في أطول الصلوات قراءةً، مُشعِرٌ بمزيد مزية لها عنده




= الموازنة بين العاطفة والعقل أمر مهم؛ فأمة بلا عاطفة أمة جامدة، لا تعرف قيم 
الحياة؛ ولكن الانسياق وراء العاطفة وحدها خطأ كبير جداً، بل لا بد من توافق
وتنسيق بين العاطفة والعقل والشرع، ويكون ذلك بإرجاع العاطفة إلى العقل وارجاع
العقل إلى الشرع .
فمتى ما ضبط المرء عقله بلجام الشرع، صار العقل عقلا شرعيا محمودا، يتجاوز 
حدود الدنيا القاصرة؛ لينطلق بصاحبه نحو الجنان ..
وأهم ما ينمّي العقل :
 العلم - التجارب - الشورى - السن .


= لماذا كانت قصة يوسف من أحسن القصص ؟..
كونها من جملة قصص القرآن في سورة كسائر سور القرآن، لها تأثير في حياة الأمم؛
فمن عمل بما فيها من مقومات الفوز والنجاح فاز وسعد، وآل أمره إلى خير .
كما أن قصة يوسف وقصص القرآن جميعها تقتصر على مواطن العبر والعظات دون
تعرض لفضول الأحداث، فذكر اللباب وترك الفضول من سمات كلام الله تعالى .

= نستطيع أن نقول : إن سورة يوسف هي سورة الرؤى،
فقد ورد في القرآن ذكر سبع رؤى في ستة مواضع :
ثلاثة مواضع اشتملت على أربعة رؤى جاءت في سورة يوسف، وهي :
قول الله تعالى : ] إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ..( 4 ) [
ثم الموضع الثاني وفيه رؤيتا صاحبي السجن .
ثم جاءت الرؤيا الرابعة في الموضع الثالث من السورة،
وهي رؤيا الملك وتلك رؤية عظيمة جداً .
وفي بقية القرآن نجد في سورة الأنفال ذكر الرؤيا في قول الله تعالى :
] إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ [ [ لأنفال: 43].

ثم في الصافات في قصة إبراهيم مع إسماعيل عليهما السلام، قال الله عز وجل :
] فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ  [[ الصافات : 102].

والموضع السادس والأخير جاءت فيه الرؤيا السابعة، وهي رؤيا النبي صلى الله عليه
وسلم التي أخبر الله عز وجل عنها في سورة الفتح، فقال سبحانه :
] لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ [[ الفتح : 27].

فهذه سبعة رؤى في القرآن .. وقد يتساءل متسائل فيقول :
أين رؤيا سورة الإسراء التي قال الله جل وعلا فيها :
] وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ [[ الإسراء : 60].
والجواب : إن هذه الرؤيا رؤيا عين، وليست رؤية منامية على الصحيح، وكذلك فسرها
ابن عباس رضي الله تعالى عنه كما في البخاري .




= الرؤيا ليست من مصادر التشريع أو التلقي فلا تُستحدث بها بدع، ولا تُشرّع بها 
أحكام؛ لأن الدين قد كمل، يقول تعالى : ] الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [ [ المائدة : 3]
حبا لخ
ولا تُعرض الرؤى إلا على من يحب، وكذلك أهل التقى والصلاح والرأي الذين يلتمس
عندهم تأويلها، دون غير هؤلاء ممن لا يُعلم ما يكنون له، فضلاً عن الدجالين والمشعوذين
الذين يستعينون بالشياطين في التأويل .




= المنهج في التعامل مع الرؤى :
الرؤى ثلاثة أنواع :
أ- رؤيا صالحة . ب- رؤيا من حديث النفس . ج- رؤيا من الشيطان .
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم التعامل مع كل واحدة منها، فالرؤيا الصالحة
 بشرى، وحديث النفس يعرض عنها الإنسان، وهذا هو الأكثر بين الناس، أما رؤيا 
الشيطان وهو يحزن المؤمن ويقوم وهو مثقل، فيستعيذ بالله من شرها وشر الشيطان
ويبصق عن يساره ثلاثاً، وينقلب على جنبه الأخر ويقوم يصلي .




= ] قال يا بُنيّ لا تقصص رؤياك (5) [إن النمط الجبري في التربية : افعل "وبس" !!..
لم يكن يعرفه أعظم المربين صلى الله عليه وسلم، ها هو ذا يوجه ابن عباس بكلمات
تلحظ الشبه بينها وبين كلمات يعقوب عليهما السلام هذه .. فيقول :
(يا غلام، إني أعلمك كلمات ...)،

وينهى الآخر الذي طاشت يده في الصحفة بأسلوب أكثر بلاغة وإبداعاً، فيقول :
"يا غلام !.. سمِّ الله وكُل بيمينك، وكُل مما يليك" ..

فيا لله أي معلم هذا ؟!..
فلا غرو أن يقول ذلك الغلام بعد أن غدا شيخاً : "فما زالت تلك طعمتي بعد" .
فنجد في قوله : ] قال يا بُنيّ لا تقصص  [حسن توجيه يعقوب عليه السلام ..
حيث جمع بين النهي والتعليل والتوجيه وهذا غاية التربية

مع الابن فليس أمر ونهي فقط . كذلك حادثة النبي صلى الله عليه وسلم مع الحسن
رضي الله عنه عندما أخذ منه تمرة الصدقة قال له : كخ .. كخ .. لم يكتفِ بالنهي فقط،
بل زاد أما علمت أنا لا نأخذ الصدقة كأنه يخاطب رجلاً .




= التوجيه بنداء يدعو للقبول : استرعى يعقوب سمع ابنه يوسف عليهما السلام بعبارة
حانية محببة يقول فيها :
 ]يا بُنيّ  [وقرأها شعبة رحمه الله  ] يا بُنيّ  [ بالترخيم الذي يزيد من حنوها ويضاعف
وقعها في نفس الابن ..

وفرق بين أن تجذب انتباه من تريد توجيهه بعبارة تلفت انتباهه نحو ما تقول فيلتفت إليك
بوجهه وعقله، وبين أن تجذب انتباهه بعبارة زاجرة تجعل جل همه التفكير فيما يخلصه
من الصراخ أو الزجر أو التوبيخ، فيترك ما نُهي عنه للحظة، ثم يعود بعد مدة؛
لأنه ما تنبه إلى الحِكَم والأسباب، وإنما كان همه التخلص من العبارة المرعدة المرعبة :
يا ولد ! أو يا ... !.




وفي هذا الأسلوب (يا بُنَيَّ) تلحظ أمرين :
1/ التصغير الدال على الشفقة والعناية وربما التعظيم، فالنداء
] يا بُنيّ  [مشعر بنوع شفقة وحرص أبوي يناسب مقام النهي والتحذير، والسامع
للعبارة يستشف منها معنى : أنت مني، ولذا أشفق عليك فلا تفعل .

2/ نسبته عليه السلام الابن إلى نفسه، وفي ذلك تنبيه الابن إلى معاني الأبوة في الكلام
المقبل على تلقيه، فهو يعلم أن ما سيأتي بعدها أمر أبوي نابع عن قلب أب يفيض حباً
لخير أبنائه، فلذات أكباده، ويكره كل ما يسؤوهم، وطاعة مثل هذا الأمر أقرب من عصيانه .




= منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إكرام الأطفال وتقديرهم:
كثير من الناس يظنون أن الأطفال لا يفهون فيعاملونهم بناء على هذا الظن الآثم،
مع أنهم يعلمون من حوادث واقعهم أن الواحد منهم قد يصف حدثاً وقع وهو ابن ثلاث
سنين بتفاصيله، بينما إذا كبر فربما عجز عن تذكر ما حدث له بالأمس ..

وقد كان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يُكرِم الأطفال ويقدر إمكاناتهم، فكان يكني بعضهم، ويؤاكل بعضهم، ويُسلّم إن مر عليهم، ويواسي بعضهم لما مات عصفوره، ويردف بعضهم،
بل يستأذن أحد الغلمان وكان يجلس عن يمينه في سقيا الأشياخ ..
الشاهد أننا نخطئ في تقييمنا للأطفال، فلا نعاملهم معاملة تناسب عقولهم، بل يُشعرهم
البعض بأنهم لا وزن لهم، فتكون النتيجة تخريج نوعين من الشباب :

- شباب يعاني من هزيمة نفسية، يستصغر نفسه ويقلل من شأنها ويُقيّد نفسه بحبال
وهمية نسجها المجتمع من حوله ..
- وشباب آخر متهور يحاول أن يتفلت من كل قيد ليثبت أنه رجل ولو بكل سبيل منحرف !..




= صلاح الأسرة ليس داعياً للتساهل في مداخل الشيطان بين الإخوان ..
فيوسف من أهل بيت آتاه الله الحكمة وعُرف صغاره وكباره بتأويل الرؤى، 
ولهذا قال يعقوب : ] يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا (5) [ 
فكأنه علم علمهم بتأويلها فربما نزعهم الشيطان إلى الكيد فأمره بعدم قصها عليهم،
وإذا كان بيتٌ بتلك المثابة قد ينزع بين ذويه الشيطان، وقد يقع فيه من الحسد، فحري 
بنا أن نراعي أموراً ربما كانت أجل شأناً من الرؤى بين الأبناء وإن كانوا أهل حكمة 
وصلاح حتى لا يجد الشيطان مدخلاً .


= من فوائد يعقوب عليه السلام التربوية حرصه على تربية ابنه على رد الفضل لأهله، 
فقال له : ] يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ (6)[ فالله هو الذي اجتباه، وهو الذي اصطفاه، وتلك نعمة من أعظم النعم تدفع حلاوتها كل سوء جاء به ابتلاء .


= من الفوائد التربوية قول يعقوب عليه السلام لابنه بعد أن بين له فضل الله عليه
باصطفائه له، وتعليمه تأويل الأحاديث، وإتمام نعمته عليه : ] إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)[ 
وفي هذا تعريف له ببعض أسماء الله تعالى وصفاته، وعندما تستقر هذه المعاني 
في نفس الصغير، فإنه سيتذكر عند كل ابتلاء أن الله تعالى الذي أحبه فاصطفاه هو
الأعلم والأحكم، وأن ما يمسه من بلاء إنما هو بعلمه وحكمته تعالى، فتطمئن نفسه
ولا يلتجئ لغير العليم الحكيم .

وإذا تأملت قول يعقوب هذا وقارنته بقول يوسف في آخر القصة : 
] إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34 )[ بدا لك عظيم أثر صفات ذي الجلال والإكرام في نفس يوسف،
لا سيما تلك التي غرسها الأب في نفس ابنه، فانظر كيف عملت فيه يوم علمها فتعامل مع الحوادث العظام بمقتضى علمه بها .



= من الفوائد التربوية : تنشئة الأولاد على أن إساءة أحدهم قد لا تضره وحده، بل قد تتعداه
إلى بقية جسد الأسرة، كما أن إحسانه كذلك، فمن نزلت به النعمة تعدى أثرها لآله وذويه،
وكذلك من حلت به النقمة؛ ولهذا قال : ] وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ (6)[ 
وقد تمت النعمة ليوسف عليه السلام فتعدى أثرها آل يعقوب جميعاً، كما أن البلاء الذي نزل
به تعدى أثره لذويه، وهذا التوجيه يُشعر الطفل بالمسؤولية ويُنشّئه على تحملها .


= مسألة مهمة :
إذا أحب أحد ابناً له حباً خاصاً، فعليه أن يُركز على أن سبب الحب هو الصفة التي 
تحلى بها هذا الابن لا شخصه؛ حتى يتنافس الأبناء في تحقيق هذه الصفة، كأن يكون 
باراً بوالديه، أو فيه صلاح أو تفوق أو غير ذلك، ومثل هذا الكلام يمكن أن يقال كذلك
عند تعدد الزوجات، مع الحرص على العدل لوجوبه .

ولكن على الآباء مراعاة مشاعرهم فلا يُظهروا حباً جماً زائداً لأحد الأبناء دون البقية،
فإن الإخلال بذلك ولو عن غير قصد ربما ولّد إحناً ونجمت عنه عداوات، والصغار 
يلحظون من ذلك ما لا يلحظه الكبار، فلا تعزب عنهم البسمة، ولا تغيب النظرة، 
ولا يُغفلون الكلمة، فضلاً عن المداعبة والقبلة .



= تأمل تلك الكلمة العظيمة من يعقوب لأبنائه :
] فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18 )[..
فلم تستغرقه اللحظة الحاضرة فلم يشتمهم، أو يضربهم، أو يطردهم، بل صبر عليهم،
واستعان بالله تعالى في معالجة الموقف وحل المشكلة وهو نعم المعين ..
وهذا الموقف يجب أن يستحضره الآباء الذين يستعجلون في تشديد العقوبة على 
أبنائهم وطردهم لوقوعهم في خطأ ما، فيتلقفهم أصحاب السوء، والنتيجة انحراف
الأبناء ووقوعهم في جرائم ربما ما كانت لتخطر على بال أحدهم لو بقي في بيت أبيه،
يحوطه برعايته، ويسدده بتوجيهه .


= أهمية الثقة بالله وحسن الظن به ] وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21 )[ 
وهذا هو سر المسألة، أفلا يثق بالتيسير والتفريج، أفلا يثق بالتمكين والتأييد، من كان هواه
تبعاً لمراد الله الغالب على أمره، اللطيف بعباده، الناصر لأوليائه ؟!..
إننا بحاجة لاستحضار هذه المعاني لنطرد اليأس والتشاؤم من القلوب بعدما تكاثرت جراحات الأمة .



= ] وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ .. (23 )[
تأمل في سمو أسلوب القرآن !!..
مع أن الآية تتعلق بقصة حب أعمى، وشهوة جامحة، إلا أنك تجد العفة أثناء التصوير
الدقيق وتلمس الأدب النظيف الذي يسمو عن السفاسف ويترفع عن الأدناس، فلا ألفاظ
تخدش الحياء، ولا كلمات تُذهب الحشمة ..
فما بال أقوام ينتسبون إلى الأدب لا يجدون سبيلاً لإظهار البراعة إلا بقلة الأدب ؟!!!.



= خطر الخلوة والاختلاط بالنساء :
] وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ  .. (23 )[ 
من وسائل العفة التي تزرعها هذه الآيات في النفوس تعظيم خطر الخلوة بالنساء 
الأجنبيات .. فانظر إلى أي مدى بلغ الحد بامرأة العزيز ؟!..

والإسلام حرم الخلوة وشدد في ذلك؛ ليُغلق منافذ الشر، فإن العبد وإن كان خيِّراً لا 
يُحدّث نفسه بالحرام، عليه ألا يحوم حول الحمى مخافة أن يرتع فيه، وألا يخالط الريبة 
مخافة أن يجسُر ..

وقد تساهل الناس في هذا الزمان في الخلوة بالأقارب، مع أن النبي صلى الله عليه 
وسلم بالغ في التحذير من الخلوة بهم فقال : (إياكم والدخول على النساء) 
فقال رجل : أفرأيت الحمو ؟.. قال : (الحمو الموت) ..

والأدهى من ذلك خلوة الخدم والسائقين بالأبناء والبنات، فالبعض يتعامل معهم كما 
لو كانوا آلات، لا عقول لهم ولا رغبات ولا نزوات، والنتيجة ما نسمعه من رجال
المؤسسات الاجتماعية والهيئات .



= ] كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ.. ( 24 )[ 
الإخلاص والتوحيد من أعظم أسباب العصمة من الفتن، والنجاة من الشهوات والشبهات، وتحقيقه كافل العفة، ضامن السلامة والعصمة، ومن كمال تحقيقه حفظ أوامر الله ونواهيه .



= الفاحشة إذا فشا أمرها سقط الحياء من إتيانها، وسهلت مقارفتها، بل ربما أصبحت
مخالفتها منكراً في العرف يترتب عليه السجن والعقاب؛ ولهذا جاءت تشريعات الإسلام
مراعية هذا المعنى، حريصة على كبت قالة السوء ومنع فشو الرذيلة، قال الله تعالى :

] إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.. [[ النور : 19] قال البخاري : تشيع : تظهر .



= الابتلاء سنة الله في عباده .. يقول تعالى : ] وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَان..(36) [
وهذا السجن من الابتلاء الذي هو سنة الله في عباده الصالحين، وفي الحديث :
(أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل) فلا تنقم إن نزلت بك نازلة في الله، واصبر
لحكم مولاك، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك فاحمد الله على أن جعل سببه خيراً، 
واعلم أنه تجب عليك في تلك الحال عبادة من نوع آخر، فاشغل نفسك بها، 
وبعد التمحيص تكون العاقبة للتقوى .
واعلم أيضاً أن اختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه .



= يوسف عليه السلام كان داعية إلى الله بأخلاقه قبل أن يكون داعية بكلامه؛ ولهذا علل السجينان اختياره من بين السجناء ليقصا عليه رؤياهما بقولهما :
] إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ..(36) [ والناس يحبون المحسنين، كما أن رب الناس جل وعلا
يحب المحسنين، وكأن الآية تشير بفحواها إلى أن من أسباب تلك الموهبة الربانية
- أعني تأويل الرؤى - الإحسان .
فالإحسان سبب لفتح أبواب الخير للعبد ..
وقد وُصِف يوسف عليه السلام في هذه السورة بالإحسان خمس مرات ..
ولم يجتمع هذا الوصف لأي نبي في سورة واحدة من القرآن إلا ليوسف .



= ] مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ..(38) [ فعادة الأنبياء تعظيم الأمر بالتوحيد، 
والنهي عن الشرك، بخلاف من تنكب سبيلهم تراه ثاني عِطفه يظن أنه قد حقق التوحيد،
فإذا أمر آمر به أو نهى عن ضده فلا يظن أبداً أن الكلام متوجه إليه، أو أنه مقصود 
مخاطب به، فاللهم رحماك رحماك، إياك نسأل أن ترزقنا تحقيق التوحيد والعناية به،
والحذر من الشرك والحذر منه .

= ] قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ..(44) [ حسم بطانة الملك قضية رؤيا الملك - هكذا بالجهل - بهذه السذاجة واللامبالاة على عظمها !!..
وبتُّوا فيها بهذه السرعة رغم جهلهم الذي لم يخفوه !..
وكان حرياً بهم إذ جهلوا أن يحيلوا على أهل العلم والاختصاص ..
إن عدم اختيار البطانة الصالحة التي تحسن سياسة أمور الدولة، وتحرص على مصالح
الرعية من أضر الأخطار التي يمكن أن تتهدد البلاد .



= ] فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ..(50) [ 
يوسف عليه السلام لم تستغرقه اللحظة الحاضرة، بل كان يعي هدفه، وكان رشد عقله 
قادراً على السيطرة على مشاعره، والتفكير في مآلات الأمور وتبرئة النفس من أي تهمة
لحقت بها، أو ربما تلحق بها مطلب شرعي . وعمد إلى تبرئة جنابه بأعف عبارة

] مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ..(50) [، فلم تكن عفة يوسف عليه السلام تقتصر على
ابتعاده عن المنكرات، بل بلغت عفة لسانه حداً يجعله لا يشير إلى المرأة التي حاولت فتنته،
ثم سجنته هذا السجن الطويل، بل يذكر قرينة تشير إلى القضية دون أن يصرح باتهام أحد، والذي يتجنب الفحش في الكلام لا يمكن أن يقع في فاحش الأفعال .



= بعد أن حصص الحق وظهر أمر الله حصلت النقلة، فإذا بسجين الأمس بين عشية وضحاها يتوجه نحو القصر؛ ليكون شريكاً في الملك

] إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ..(54) [!!.. فسبحان من بيده الملك، إذا قضى أمراً فإنما يقول له : كن .. فيكون ..
أوَ بعد ذلك يتطرق اليأس إلى قلوب عرفته ؟!!.. فما بال نفوس بعض المؤمنين امتلأت يأساً ؟!!.. أليس أهلاً لحسن الظن ؟!!.. ألم تجرِ سنته بتداول الأيام بين الناس، وقد حكم أن العاقبة للتقوى ؟!!..
فما أقرب النصر والتمكين لهذه الأمة المستضعفة المسلمة إن نصرت ربها، وراجعت دينها، واستقامت على سنة نبيها صلى الله عليه وسلم، ثم صبرت على التمحيص، عندها يخلق
الأسباب خالق كل شيء كما خلقها ليوسف عليه السلام إنه على كل شيء وكيل .



= قول يوسف عليه السلام : ] اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ..(55) [  
وإخباره عن نفسه بذلك ليس هو من التزكية المذمومة التي هي من باب العجب أو الغرور
أو الفخر، فما نُهي عنه هو قصد تزكية النفس، أما ذكر الكلام المنطوي على تزكيةٍ للنفس
لغرض الإخبار بحق لحاجة أو ضرورة يتوصل بها إلى هدف مشروع هو المراد لا أصل
التزكية، فلا حرج فيه، وقد يجوز تبعاً ما لا يسوغ استقلالاً .



=  ] يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ..(67) [ 
خشي يعقوب عليه السلام على أبنائه من العين لكثرة عددهم .. والاحتياط مطلوب،
والأخذ بالأسباب لازم، لكنه لا يغني عن العبد من الله من شيء ..

ويجب الاعتدال في مسألة (العين) فلا يُبالغ فيها حتى يُعاد أي ضرر يحدث إليها، كما يفعل
بعض الناس، ولا تُنكر فالعين حق وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم
قوله : ( العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استُغسلتم فاغسلوا ) ..

ومع ذلك فقد جعل الله عز وجل أسباباً تمنع منها، كأوراد الصباح والمساء، وجعل أسباباً
شرعية أخرى للشفاء منها إذا أصابت .



= ] وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ..(69) [ 
فيه دليل على جواز التناجي للمصلحة، إن كان المجلس عامراً بأكثر من ثلاثة .



= من الأساليب المهمة في التربية والتعامل مع الناس :
إعطاء المخطئ فرصة ليعود عن خطئه، فيوسف عليه السلام لم يعدهم بالعفو فقط عن 
الجاني إذا رد الصواع، بل وعدهم بإعطائهم حمل بعير بدلاً منه، وأكد لهم الوعد 
] وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ..(72) [ 
وفي هذا دليل على أن الغرض ليس اعتراف الجاني، لكن المهم إصلاح ما أفسده وتشجيعه
على التخلص من الذنب .



= قال يوسف عليه السلام لإخوانه : (معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده) 
ولم يقل : من سرق؛ لأنه يعلم أن أخاه لم يسرق وإن وجد الصواع في رحله، فكان دقيقاً
في عبارته، فهو لم يتهم أخاه كما لم يُثر الشكوك حول قضية السرقة، وإنما وصف القضية
كما رآها الجميع . 



= من الظلم أخذ البريء بجريرة قريب .. 
فيوسف قال لإخوانه : ] مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ..(79) [ 
فأخذ الناس بجريرة غيرهم من أشنع الظلم، وهو تعدٍّ على حرمات الله، وهو دأب
الظالمين في كل زمان .



= ] نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاء..(76) [ عبر بالفعل المضارع
] نَرْفَعُ [ ؛ ليفيد الحال والاستقبال إشعاراً بأن تلك سنة الله التي خلت في أوليائه،
وهي السنة التي سيسلك بها من استمسك بشرعه إلى يوم الدين ..
ثم عقب التذييل الأول بتذييل ثانٍ فقال : ] وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ..(76) [ 
ليشعر بأن رفعة الدرجات متعلقة بالعلم، وليثبت أن أقصى رتبته لله الكبير المتعال؛
ولهذا عبر بالفوقية ليشعر الظاهر بأن كل صاحب علم فوقه عليم هو الله ..
وفي هذه الآية بيان فضيلة العلم ..



= ] فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ..(77) [ وهذا سمو في الأخلاق، وضرب 
من الإحسان، ومرتبة من مراتب الصبر والصفح ..

ففيها من التنبيه على شيء من أخلاق الأنبياء السامية؛ لنتأسى بهم 
 ] فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه [ [ الأنعام : 90 ] .. فقد كان يوسف عليه السلام في مقام يسعه فيه 
العقاب بحجة السرقة، بل في مقدوره أن يأخذ ولو بغير حجة، لكنه حَلُم فلم يُظهر مجرد
تعليق خطر بباله !!.


= ] فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ( 80) [ ينبغي أن تكون الشورى ديدن كل مؤسسة 
تريد شكةأن يُكتب لها النجاح ابتداءً من الأسرة وانتهاءً بالدولة .. 
إن العقلية الفرعونية ] مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ [[ غافر: 29]
هي التي ضيعت العباد، وأضلت الناس عن سبيل الرشاد .



= ] يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُف ( 84) [ الأسف والحزن لا ينافي الصبر الجميل الذي لا شكوى 
فيه؛ لأنه من باب الإخبار بما في النفس من قبيل قول نبينا صلى الله عليه وسلم :
(وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) .
فلا غضاضة في الحزن، فقد حزن الأنبياء وحزن الصديقون وحزن الصالحون، 
قبل وبعد يعقوب عليه السلام .
ولكن لا يسوغ للمحزون وإن كان حزنه مباحاً أن يُخرجه عن حدود الشرع .



= ] إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ( 86) [ الفزع إلى الله عز وجل عند نزول المصائب 
يربط على القلب ويقرب من الرب، ويخفف من وطأة المصيبة على النفس، وهو دأب 
الصالحين في كل زمان، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة .



= ] وَلَا تَاْيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ( 87) [ إذا دخل اليأس والتشاؤم على النفوس أحبطها
وأتعبها وأثقلها، ومن كانت نفسه مهزوزة فأنى له النصر ؟!!..
وخذلان النفس لصاحبها من أول أسباب انتصار عودها .
وأما التفاؤل فيدفع الإنسان لتجاوز المحن، ويحفزه للعمل، ويورثه طمأنينة النفس
 وراحة القلب .. 
والمتفائل لا يبني من المصيبة سجناً يحبس فيه نفسه، لكنه يتطلع للفرج الذي 
يعقب كل ضيق، ولليسر الذي يتبع كل عسر .



= ] قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ( 92) [ عفو يوسف عليه السلام في هذا
الموقف وحده درس من أعظم الدروس، إنه عظة وعبرة لأصحاب الأنفس الموتورة،
والأحقاد المستورة، وما نالهم من الأذى معشار ما نال يوسف عليه السلام !!..
ولم يكتفِ بإعلان العفو وترك التقريع حتى استغفر الله لهم .. فهل رأيت أسهل من 
أخلاق الأنبياء وألين من عريكتهم ؟!!.



= ] قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ( 95) [ عبارة فيها غلظة وخشونة ما كان 
لهم أن يوجهوها لأبيهم فضلاً عن نبي !!..

الذي ينبغي إذا رأيت محزوناً .. إذا رأيت مصاباً أن تواسيه وإياك أن تضيف إلى 
مصيبته مصيبة وإلى حزنه حزناً ..

 حاول أن تساعده وأن تبث التفاؤل في نفسه وأن ترفع من روحه المعنوية حتى 
تخفف مصيبته، فإن لم تستطع فكف شرك عنه .



= تأمل في موقف يعقوب عليه السلام مع أبنائه لما قال له أبناؤه : 
] يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ( 97) [ كيف كان موقفه ؟!!..
هل طردهم ؟!!.. هل عاقبهم ؟!!.. هل عنفهم ؟!!..
بل ما ندّت منه عبارة ولا تفلتت من بين شفتيه لفظة، ثم ها هو يصفح الصفح الجميل 
كما صبر الصبر الجميل ] قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ( 98) [..

فما بال بعض الآباء والأمهات والمسؤولين عندما يعثر إنسان أمامهم فيسقط في 
خطيئة أو يجيء ذنباً يهوون عليه بسياط اللوم والتثريب ؟!!.. ألا مدوا إليه أيدي 
الشفقة !!..

أيها الآباء .. أيتها الأمهات .. أيها القادة .. أيها المسؤولون .. تعاملوا مع الناس
بالشفقة، تعاملوا مع الناس بالرفق، تعاملوا مع الناس بالإحسان، تعاملوا مع الناس
بالرحمة، ولتكن لكم في الأنبياء أسوة .



= ] وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ( 100)[ أجمع أهل العلم على أن هذا السجود سجود تحية وإكرام،
وسجود التحية من قبيل تقبيل اليد، غير أنه حُرم في شريعتنا؛ صيانة لجناب التوحيد
وسداً لذريعة الشرك .. وقد نُسخ سجود التحية في شرعنا ونُهي عنه فهو محرم .



= قول يوسف عليه السلام : ] تَوَفَّنِي مُسْلِمًا ( 101) [ الأظهر فيه أنه ليس بتمنٍ للموت،
فالحال والوقت -وقت لقاء الأبوين- يبعدان هذا، وإنما هو سؤال لحسن الخاتمة والثبات
حتى الممات .



= ] قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ( 108)[ 
مسؤوليتك هي الدعوة والبلاغ، وقل هي طريقي الممتد الذي أسلكه وأثبت عليه،
وهذا يدل على أهمية الاطراد وخطورة الاضطراب .



= ] حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ( 110)[إن مع العسر يسراً،
إن مع العسر يسراً، وإذا كان الأمر كذلك فاصبر للبلايا فحينها يسير، واثبت للرزايا 
فأجرها كثير ..

ولا تكن مع الظانين بالله ظن السوء فإن الله أولى بالجميل، ولا تكن من القانطين فإنه
عز ذكره يفرّج عما قليل .



= الفوز الكبير في الآخرة منوط بالثبات على الطريق بعد ولوجها، وليس منوطاً بقطعها ..
والانتصار الحقيقي هو ثبات المرء على منهج الله، وذلك هو الفوز الكبير وإن مات أو 
قُتل !..

تأملوا في قصة أصحاب الأخدود ماذا قال الله في وصفهم :
] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ [ [ البروج : 11] فهل رأيت في القرآن تعقيباً يصف الله فيه الفوز بهذا الوصف إلا في هذا المقام ؟!. 




هناك 8 تعليقات:

  1. قصة رائعه ودرر ثمينة ، كتب الله اجركم ونفع بكم الامة..��

    ردحذف
  2. اللهم بارك في علمك ونغعك به

    ردحذف
  3. ماشاء الله تبارك الله..لقتات بارعة....تدبر موفق.....
    فوائد جمة.........

    اللهم اكتب لنا الاقتداء بهدي الانبياء يارب الارض والسماء ...

    ردحذف
  4. جزاكم الله خير الجزاء

    ردحذف
  5. جزاكم الله خيرا على هذا التدبر الرائع الذي يشرح الصدر وقراءة ما وراء السطور بتدبر ورؤية.... زادك الله نورا وبركة..

    ردحذف
  6. جزاكم الله خيرا وأسعدكم المولى ع وجل أينما حللتوا

    ردحذف